الفحوصات الكشفية للتحقق من وجود مرض الزهايمر

لا بد أن المشاكل التي تصيب الدماغ تحمل في طياتها تجربة من نوع آخر، كما أنها تنقل معاناته إلى مستوى مختلف كليا ً. ولذلك فإنه من الأهمية بمكان قيام الأفراد بالعناية الجيدة بدماغه وقدراته العقلية، والحرص المستمر على إبعاد نفسه عن كل ما يمكن أن يتسبب في أذيته. لكن من المؤسف أن في بعض الأحيان تحدث بعض الأمراض المتعلقة بالدماغ التي لا سيطر للإنسان عليها، ولا يمكنه فعل شيء لمنعها، من أشهر هذه الأمراض: الخرف المبكر أو ما يسمى بالزهايمر. في مثل هذه الحالات كل ما يستطيع الإنسان عمله هو الإبتعاد عن ممارسة الأعمال التي أشارت الدراسات على وجود علاقة بينها وبين إصابة الشخص بالمرض (أي التي ترفع من احتمالية اصابته به)، والحرص على الكشف عن المرض في مراحله المبكرة، من خلال تلقي الفحوصات اللازمة. كما إن تحقق الشخص من وجود هذا المرض، عليه الإلتزام بالعلاج الذي يوصي به الطبيب؛ من أجل السيطرة على المرض والمساعدة في تحسين وضعه. سنقوم في هذا المقال بالتركيز على مسألة الفحوصات التي بإمكانها الكشف عن وجود مرض الزهايمر.

الإجراءات التي يتخذها الطبيب من وجود الزهايمر

قبل الحديث عن هذه الفحوصات، تجدر الإشارة أنه لا يمكن للأطباء التأكد بنسبة 100% من أن السبب في فقدان الذاكرة والإرتباك الذي يصيب المريض مصدره الزهايمر. إنما يتحقق ذلك فقط بعد وفاة المريض عن طريق إجراء تشريح لدماغه. على أية حال، يمكن للأطباء إتباع إجراءات معينة وطلب فحوصات خاصة من شأنها أن ترجح أن السبب في الأعراض السابقة هو الزهايمر وليست ناجمة عن وجود أسباب أخرى. حيث أنه من المعروف أن فقان الذكريات يمكن أن تتسبب به عوامل عديدة. الفحوصات التالية يمكنها عزل أو القضاء على فكرة وجود أسباب أخرى:

* الفحوصات الروتينية: ستتضمن هذه الفحوصات قيام الطبيب بالتأكد من الحالة البدنية للمريض بشكل عام، والتحقق من عدم وجود مشاكل في الإستجابة العصبية لهذا الشخص. من الأمور التي سيتحقق منها: ردات الفعل، قدرة المريض الجسدية والعقلية على التنسيق بين المهام التي تعطى له، ومدى التوازن، وغيرها من الأمور.

* التحاليل والفحوصات المخبرية: سيقوم الطبيب بطلب إجراء فحوصات مخبرية (فحوصات للدم). هذه الإجراءات من شأنها أن تؤكد على وجود أو عدم وجود أسباب أخرى للخلل في الذاكرة الذي يعاني منه المريض. واحدة من أشهر المسببات لإصابة الذاكرة بالخلل: هي بعض المشاكل التي تواجها الغدة الدرقية.

* الصور الطبقية: قد يواجه المريض بعض المشاكل في دماغه لا تستطيع تحاليل الدم الكشف عنها. في مثل هذه الحالات سيتوجب القيام بصورة طبقية أو صورة بإستخدام الرنين المغناطيسي. إن كان يعاني من وجود شيء على الدماغ، فإن هذه الصورة بلا شك ستقوم بالكشف عنها.

هنالك مجموعة من الإختبارات الأخرى التي سيقوم الطبيب بإجرائها، مثل: التصوير المقطعي، وفحص السائل النخاعي، وغيرهما.