وفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية فإن اضطرابات طيف التوحد هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات مشابهة لمرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة آسبرغر، حيث تتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار خزين الاهتمامات والأنشطة التي لديه، وحيث أنه ليس من المعروف حتى الان علاج مؤكد لطيف التوحد في الامارات العربية المتحدة وغيرها من دول العالم، فإن الرعاية الأساسية تتمثل بمحاولة التخفيف من حدة الأعراض التي يُظهرها المصاب ومساعدته على الاندماج بشكل أفض مع محيطه.
أما عن الأسباب الكامنة خلف الإصابة بهذا الاضطرابات فإنها متعددة بحسب ما هو متوقع؛ حيث أن التطابق ما بين حالتين من اضطراب التوحد يكاد يكون معدوماً، ومن أبرز الأسباب المتوقعة ما يلي:
- الاعتلالات الوراثية
وفقاً لمجموعة من الباحثين فقد تم اكتشاف عدة جينات يرجح أن يكون لها دور بالتسبب في طيف التوحد، فبعض هذه الجينات له أثر على نمو دماغ الطفل وتطوره بالإضافة لتطور الاتصال العصبي ما بين الخلايا فيه، وأخرى تجعل الطفل معرضاً بشكل أكبر للإصابة، وهذه الجينات قد تكون موروثة أو قد تظهر بشكل تلقائي، وبشكل عام يُنظر للجينات باعتبارها عاملاً مؤثراً مركزياً فيما يتعلق باضطرابات التوحد. - العوامل البيئية
يكون للعوامل البيئية أثراً مشتركاً مع العوامل الوراثية في ظهور حالات الاضطرابات الذاتوية، ويعتقد العلماء بوجود احتمال لأن يكون لعدوى فيروسية أو وجود تلوثاً هوائياً أثر محفز لنشوء طيف التوحد، وهذه الاعتقادات لا تزال قيد الدراسة والبحث. - عوامل أخرى
لا يزال الباحثون يدرسون باحتمالية تأثير مجموعة من العوامل المختلفة على نشوء وظهور الاضطرابات الذاتوية، ومن بين ذلك المشاكل التي تحدث أثناء المخاض أو خلال عملية الولادة، والدور الذي يؤديه جهاز المناعة، بالإضافة لاحتمالية تضرر أو إصابة اللوزة (جزء من الدماغ) في تحفيز ظهور الإصابة.
من المتوقع التوصل للعلاج الفعال لطيف التوحد في حال تحديد المسبب الرئيسي له، وحتى ذلك الحين فإن الرعاية التي يقدمها مركز اعادة التاهيل تعتبر بمثابة العلاج المتوفر حالياً، وهو أكثر ما قد يساعد المصاب وعائلته.